منتديات فرسان الحريه 25 يناير
منتديات فرسان الحريه 25 يناير
منتديات فرسان الحريه 25 يناير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات فرسان الحريه 25 يناير

ثقافى ****اجتماعى ***----------------------------------------------------------- ebrehim
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أعيانِ النساء المتقدِّمات في الشَّرَف، والفضْلِ، والعلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


المساهمات : 130
تاريخ التسجيل : 26/06/2010

أعيانِ النساء المتقدِّمات في الشَّرَف، والفضْلِ، والعلم Empty
مُساهمةموضوع: أعيانِ النساء المتقدِّمات في الشَّرَف، والفضْلِ، والعلم   أعيانِ النساء المتقدِّمات في الشَّرَف، والفضْلِ، والعلم I_icon_minitimeالأربعاء يوليو 06, 2011 4:08 am

أعيانِ النساء المتقدِّمات في الشَّرَف، والفضْلِ، والعلم

اعلم أنه
إذا ذُكر مَن له فضل من الجنس كان تحريضاً للعازم، وتوبيخاً للمتكاسل، وتعليماً
للمسترشد، وأنا أذكر من أعيان النساء المتقدمات في الفضائل، فأبتدىء بذكر جماعة من
القدماء، ثم من نختار ذكره من الصحابيات، ثم أذكر جماعة من الفاضلات بشرف أو علم،
أو تعبّد، أو كرم، والله الموفق.

ذكر جماعة من
القدماء

1 ـ سارة زوج إبراهيم الخليل عليه
السلام:

لما خلص إبراهيم عليه السلام من النار آمن به جماعة لما رأوا من
تلك الآية، منهم: سارة وهي ابنة عمّه، فتزوجها، وعمّه اسمه هاران، وهو الذي بنى
مدينة حران، وإليه تنسب.
وقال السدّي: كانت سارة بنت ملك، وقد طعنت على قومها في
دينهم، فتزوجها إبراهيم على أن لا يغيّرها، وخرج بها من حران حتى قدم مصر، وبها
فرعون من الفراعنة الأول، وكانت من أحسن الناس، فوصفت لفرعون فبعث فطلبها.
عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «دخل إبراهيم قرية فيها ملك من
الملوك، أو جبَّارٌ من الجبابرة فقيلَ: دخلَ إبراهيم الليلة بامرأةٍ من أحسن الناس،
قال: فأرسل إليه الملك من هذه معك؟ قال: أختي، قال: أرسل بها، قال: فأرسل بها إليه،
وقال لها: لا تُكَذِّبي حديثي، فإني قد أخبرته بأنك أختي، والله ليس على الأرض مؤمن
غيري وغيرُك.
قال: فلما دخلت إليه، قام إليها، قال: فأقبلت تتوضَّأ وتُصلي،
وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي، إلا على زوجي، فلا
تُسلِّط عليَّ الكافر. قال: فغُطَّ حتى رَكَض برجله.


قال أبو
الزناد، قال: أبو سلمة، عن أبي هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ أنها قالت: اللَّهم إنْ
يَمُتْ يقل هي قَتَلَتْهُ، قال: فأُرسِلَ، ثم قامَ إليها فقامت، تتوضأ وتُصلي
وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنتُ بك وبرسولك، وأحصنت فرجي، إلا على زوجي، فلا
تُسَلِّطْ عليّ هذا الكافر، قال: فغُط حتى ركض الأرض برجله، فقال في الثالثة أو
الرابعة: ما أرسلتم إليّ إلا شيطاناً، أرجعوها إلى إبراهيم، وأعطوها هاجر، فَرَجَعت
إلى إبراهيم، فقالت لإبراهيم: أَشعَرتَ أَنَّ اللَّه ـــ عز وجل ـــ ردّ كيد
الكافر، وأخْدَمَ وَليدةً».
قال المصنف ـــ رحمه الله ـــ: توفّيت سارة بالشام
وهي بنت مائة وسبع وعشرين سنة.
2 ـ آسية بنت
مزاحم:

آمنت بموسى عليه السلام ـــ فعلم فرعون فعذبها، قال أبو هريرة ـــ
رضي الله عنه: «ضرب فرعون أوتاداً في يديها ورجليها، فكانوا إذا تفرقوا عنها،
أظلتها الملائكة، فقالت: {رَبّ ابْنِ لِى عِندَكَ بَيْتاً فِى الْجَنَّةِ}
(التحريم: 11)، فكشف الله لها عن بيتها في الجنة حتى رأته قبل موتها».
عن ابن
عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أفضلُ نساء
أهل الجنة خديجةُ بنتُ خُويلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمد، ومريمُ بنتُ عِمْرانَ، وآسيةُ
بنت مُزَاحمٍ».
3 ـ ماشطة بنت فرعون:
عن
ابن عباس ـــ رضي الله عنهما ـــ «أن رسول الله صلى الله عليه وسلّملما أُسِري به،
مرت به رائحةٌ طيبةٌ، فقال: يا جبريل، ما هذه الرائحة؟ قال: (هذه رائحة) ماشطة ابنة
فرعون وأولادها، كانت تمشطها، فوقع المشط من يدها، فقالت: بسم الله. فقالت ابنة
فرعون: أبي؟، قالت: لا، بل ربي ورب أبيك. قالت: أُخبر بذلك أبي؟ قالت: نعم،
فأخبرته، فدعا بها وبولدها.
فقالت: إن لي إليك حاجة، قال: وما هي؟، قالت: أن
تجمع عظامي، وعظام ولدي، فتدفنها جميعاً.


قال: ذلك لك
علينا من الحق، قال: فألقي ولدها واحداً واحداً حتى إذا كان آخر ولدها، وكان صبياً
مرضعاً قال: اصبري يا أماه، إنك على الحق، ثم ألقيت مع ولدها».
4 ـ مريم بنت عمران:
كانت أمها حنّة قد رأت طائراً
يزق فرخة، فحنّت إلى ولد، فحملت مريم، فجعلت حملها محرراً للكنيسة، فلما وضعت مريم
كفلها زكريا، فكان يرى عندها فواكه الصيف في الشتاء، وفواكه الشتاء في الصيف،
فيقول: أنَّى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله، فلما بلغت خرجت تستعذب الماء من
مغارة، فإذا جبريل ـــ عليه السلام ـــ فنفخ في جيبها نفخة، فحملت بعيسى عليه
السلام.
قال ابن عباس: حين حملت وضعت صبيحة ثمانية أشهر، وقال الحسن: تسع ساعات،
وعاشت بعد رفع عيسى ست سنين، وكان عمرها نيفاً وخمسين سنة.
5 ـ زرقاء اليمامة:
وبها سمي بلدها باليمامة، وهي من
بنات لقمان بن عاد، وكانت أبصر الخلق، وقصدهم جيش حسَّان بن تبّع، فبقي بينه وبينهم
مسيرة ثلاثة أيام، فأبصرتهم، وقد حمل كل رجل منهم شجرة، فقالت: أقسم بالله، لقد أرى
رجلاً ينهش كتفاً، أو يخصف نعلاً، فكذبوها، فلم يستعدوا حتى صبحهم حسان فاجتاحهم،
فأخذها، فشق عينيها، فإذا فيها عروق من الإثمد، وبنظر هذه المرأة يضرب
المثل.
وكانت قد نظرت إلى سرب من حمام طائر فيه ست وستون حمامة، وعندها حمامة
واحدة، فقالت: ليت الحمام إلى حمامتنا، ونصفه قد به تم الحمام مائة.
فقال
النابغة، يخاطب النعمان:
فَاحْكُمْ كَحُكْمِ فَتَاةِ الْحَيِّ إذ نظرتْ
إلى
حَمَامٍ سراعٍ واردِ الثَّمدِ
قالت: ألا ليتما هذا الحمامَ، لنا
إلى
حمامتِنا، أو نصفَه فَقَدِ
وأراد بقوله فاحكم: أي كنْ حكيماً.

فائدة: من بني إسرائيل


عن وهب بن
منبِّه قال: أُتي بامرأة من بني إسرائيل، يُقال لها سارة، وسبع بنين لها إلى ملك
كان يفتن الناس على أكل لحم الخنزير، فدعا أكبرهم فقرّب إليه لحم خنزير فقال: كل،
قال: ما كنت لآكل شيئاً حرّمه الله عز وجل عليّ أبداً. فأمر به، فقطع يديه ورجليه،
وقطعه عضواً عضواً، حتى قتله.
ثم دعا بالذي يليه فقال: كل، فقال: ما كنت لآكل
شيئاً حرّمه الله تعالى عليّ، فأمر بقدر من نحاس فَمُلِئَتْ زيتاً، ثم أُغليت، حتى
إذا غلت ألقاه فيها.
ثم دعا بالذي يليه فقال: كل، قال: أنت أذلّ وأهون على الله
من أن آكل شيئاً حرّمه الله عليّ. فضحك الملك، وقال: أتدرون ما أراد بسبه إياي؟
أراد أن يغضبني، فأعجل في قتله، وليخطئنه ذلك، وأمر به فَحزَّ جلد عنقه، ثم أمر به
أن يسلخوا جلد رأسه ووجهه، فسلخوه سلخاً.
فلم يزل يقتل كل واحد منهم بلون غير
قتل أخيه حتى بقي أصغرهم، فالتفت إليه وإلى أمه، فقال لها: لقد أريت لك مما أريت،
فانطلقي بابنك هذا، فاخلي به وأريديه على أن يأكل لقمة واحدة فيعش لك.
قالت:
نعم، فخلت به، فقالت: أي بني إنّه كان لي على كل رجل من أخوتك حق، ولي عليك حقان،
وذلك أني أرضعتُ كل رجل منهم حولين، فمات أبوك، وأنت حمل، فنفست بك، فأرضعتك لضعفك
ولرحمتي لك أربعة أحوال، فأسألك بالله، وحقي عليك لما صبرت، ولم تأكل شيئاً مما
حرّم الله عليك، ولا تلقينَّ إخوتك يوم القيامة ولستَ معهم.


قال: الحمد
لله الذي أسمعني هذا منك، فإنما كنتُ أخاف أن تريديني على أن آكل مما حرّم الله
عليّ. ثم جاءت به إلى الملك فقالت: ها هو ذا قد أردته، وعرضت عليه، فأمره الملك أن
يأكل، فقال: ما كنت لآكل شيئاً حرّمه الله تعالى، فقتله، وألحقه بإخوته، وقال
لأمهم: إني أجدني أرثي لك مما رأيت اليوم، ويحكِ فكلي لقمة، ثم أصنع بك ما شئت،
وأعطيك ما أحببت تعيشين به. قال: أجمع بين ثكل ولدي ومعصية الله فلو حييت بعدهم ما
أردت ذلك، وما كنت لآكل شيئاً حرّمه الله عليّ أبداً. فقتلها، وألحقها
ببنيها.

ذكر فائدة أخرى من بني
إسرائيل
عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: بلغني أن عابداً كان في زمن بني
إسرائيل يتعبَّد، فأُتيَ في منامه، فقيل: إن فلانة زوجتك في الجنة، قال: فلانة وما
عملها؟ فجاءها، فقال لها: إني قد أحببت أن أضيفك ثلاثة أيام ولياليهن، فقالت:
بالرحب والسعة.
قال: فكان عندها ثلاثاً، يبيت قائماً، وتبيت نائمة، ويصبح
صائماً، وتصبح مفطرة، فلما مضت قال: ما لك عمل غير هذا؟. ما أوثق عملك عندك؟ فقالت:
لا والله يا أخي ما هو إلا ما رأيت، إلا خصلة واحدة. قال: وما تلك الخصلة؟ قالت: إن
كنتُ في شدّة لم أتمنَّ أني في رخاء، وإن كنتُ جائعة لم أتمنَّ أني شبعانة، وإن كنت
في شمس لم أتمنَّ أن أكون في فيء، وإن كنتُ في فيء لم أتمنَّ أن أكون في شمس، وإن
كنت في مرض لم أتمنَّ أني في صحة. قال: وأي خصلة هذه والله يعجز عنها
العباد؟.
6 ـ بنت أوس بن حارثة الطائي:


قال الحارث
بن عوف لخارجة بن سنان: أتراني أخطب إلى أحد فيردني؟ فقال لغلامه: ارحل بنا، فركبا
حتى انتهيا إلى أوس، فلما رأى الحارث بن عوف قال: مرحباً بك يا حارث، وما جاء بك؟
قال: جئتك خاطباً، قال: لست هناك، فانصرف، ولم يكلّمه، ودخل أوس على امرأته مغضباً،
وكانت من بني عبس، فقالت: من رجل وقف عليك فلم يطل؟ قال: ذاك سيد العرب، الحارث بن
عوف، قالت: فما لك لم تستفز له.
قال: إنه استحمق، جاءني خاطباً، قالت: فإذا لم
تزوج سيد العرب فمن؟ قال: قد كان ذلك، قالت: فتدارك ما كان منك. قال: بماذا؟ قالت:
أن تلحقه فترده وتقول: إنك لقيتني، وأنا مغضب، فلحقه، فقال له ذلك: فرجع
مسروراً.
فقال أوس لزوجته: ادعي أكبر بناتي. فأتته، فقال: يا بنيّة هذا الحارث
بن عوف سيد من سادات العرب قد جاءني خاطباً، وأراد أن أزوجك منه.
قالت: لا تفعل
فإني لست بابنة عمّه فيرعني حقي، وليس بجارك فيستحي منك، ولا آمن أن يرى مني ما
يكره فيطلقني. فدعا الوسطى فأجابت بمثل ذلك، فدعا الصغيرة فأخبرها، فقالت: لكني
والله الجميلة الوجه، الصناع يداً، فإن طلقني فلا أخلف الله عليه بخير. فخرج إليه،
فقال: قد زوجتك بهية بنت أوس، فأمر أمها أن تهيئها، ثم أمر ببيت فضرب له.
قال
خارجة: فخرج إلينا، فقلنا له: أفرغت من شأنك؟ قال: لا والله، قلت: كيف؟ قال: لما
مددت يدي إليها، قالت: مَهْ أعند أهلي وأخوتي؟ هذا والله ما لا يكون. فارتحلنا،
فسرنا ما شاء الله، ثم عدل بها عن الطريق، ثم لحقناه، فقلت: أفرغت؟ قال: لا والله،
قلت: ولِمَ؟ قالت: أو كما يفعل بالأمة والسبية، لا والله حتى تنحر الجزور، وتذبح
الغنم، وتدعو العرب، وتعمل ما تعمل بمثلي.


قالت: قلت:
إني والله لأرى همَّة وعقلاً، فرحلنا حتى جئنا بلادنا، فأحضر الإبل والغنم، ثم دخل
عليها، ثم خرج، فقلت: أفرغت؟ قال: لا، قلت: ولِمَ؟ قال: دخلت عليها، فقلت: قد
أحضرنا من المال ما تريدين، فقالت: والله لقد ذكرت لي من الشرف ما لا أراه فيك،
قلت: فكيف؟ قالت: أتفرغ لنكاح النساء، والعرب تقتل بعضها بعضاً؟ وذلك في أيام حرب
عبس وذبيان، قلت: فتقولين ماذا؟ قالت: أخرج إلى هؤلاء القوم، فأصلح بينهم، ثم ارجع
إلى أهلك فلن يفوتوك.
قلت: والله إني لأرى همَّة وعقلاً، فخرجنا حتى أصلحنا
بينهم، وحملنا عنهم الديات، وكانت ثلاثة آلاف بعير في ثلاث سنين، فانصرفنا بأجمل
الذكر، فقال زهير بن أبي سُلمى في ذلك:
تَدَاركْتُمَا عَبْساً، وذبيانَ
بَعْدَما
تَفَانَوا، ودقُّوا بينَهم عِطْرَ مَنْشَمِ

ذكر من نختار ذكرها من الصحابيات
1 ـ ذكر خديجة رضي الله عنها:
عن إسماعيل بن أبي
خالد عن ابن أوفى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بشر خديجة بنت
خويلد ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب».
عن عبد الله بن جعفر قال:
سمعت علياً ـــ عليه السلام ـــ يقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «خير
نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة».
وعن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلّملا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة،
فيحسن عليها الثناء، فذكرها يوماً من الأيام، فأذكرتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا
عجوزاً قد أخلف الله لك خيراً منها؟ قالت: فغضب حتى اهتزّ مقدم شعره من الغضب، ثم
قال: «لا والله، وما أخلف الله لي خيراً منها، لقد آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني
إذ كذبني الناس، وواستني بمالها، إذ حرمني الناس، ورزقني الله أولادها، إذ حرمني
أولاد النساء»، قالت: فقلت بيني وبين نفسي: لا أذكرها بسوء أبداً.
2 ـ ذكر فاطمة عليها السلام:


قال علي ـــ
عليه السلام ـــ: «لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل،
ونضعه على الناضح بالنهار، وما لي ولها خادم غيرها، ولما زوجها رسول الله صلى الله
عليه وسلم بي بعث معها بخميلة، ووسادة أدم حشوها ليف، ورحائين، وسقاء، وجرتين،
فجرّت بالرحى حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها، وقمّت
البيت حتى أغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها».
3 ـذكر عائشة رضي
الله عنها :
عن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ أنها قالت: يا رسول الله ألا
تُكنّيني قال: «تكني بابنك»، يعني عبد الله بن الزبير، فكانت تُكنى أم عبد
الله».
ذكر رؤية عائشة جبريل عليه السلام:
عن أبي سلمة قال: قالت عائشة: رأيت
النبي صلى الله عليه وسلّمواضعاً يده على معرفة فرس دحية الكلبي، وهو يكلمه، قالت:
قلت: يا رسول الله، رأيتك واضعاً يدك على معرفة فرس، وأنت تكلمه. قال: أوَ رأيته؟
قلت: نعم. قال: «ذاك جبريل، هو يقرئك السلام»، قالت: وعليه السلام ورحمة الله
وبركاته، جزاه الله من صاحب ودخيل خيراً، فنعم الصاحب، ونِعم الدخيل، قال سفيان:
الدخيل: الضيف.
ذكر تعبُّد عائشة
واجتهادها:
عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه حدّثه أن عائشة ـــ رضي الله
عنها ـــ كانت تصوم الدهر ولا تفطر، إلا يوم أضحى، أو يوم فطر.
وعن القاسم قال:
كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة، وأسلِّم عليها، فغدوت يوماً، فإذا هي قائمة تُسبح،
وتقرأ: {فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَنَا عَذَابَ السَّمُومِ } (الطور: 27)،
وتدعو، وتبكي، وترددها، فقمت حتى مللت، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت، فإذا هي
قائمة كما هي، تصلي، وتبكي.
ذكر كرم عائشة رضي الله عنها:


عن عبد الله
بن الزبير ـــ رضي الله عنهما ـــ قال: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء،
وجودهما مختلف، أما عائشة فكانت تجمع الشيء إلى الشيء، حتى إذا اجتمع عندها قسمت،
وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئاً لغد.
ذكر مدح ابن عبَّاس لأم المؤمنين عائشة ـــ
رضي الله عنها ـــ:
عن عبد الله بن أبي مليكة أنه حدّثه ذكوان حاجب عائشة أنه
جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ فجئت وعند رأسها ابن
أخيها عبد الله بن عبد الرحمن، فقلت: هذا ابن عباس يستأذن. فأكب عليها ابن أخيها
عبد الله، فقال عبد الله: هذا ابن عباس، وهي تموت.
فقالت: دعني من ابن عباس،
فقال لها: يا أماه إن ابن عباس من صالحي بنيك، يسلِّم عليك ويودِّعك. فقالت: أئذن
له إن شئت، فأدخلته، فلما جلس قال: أبشري، فما بينك وبين أن تلقي محمداً صلى الله
عليه وسلّموالأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، كنتِ أحب نساء رسول الله صلى الله
عليه وسلم الى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحبّ إلا طيِّباً، وسقطت قلادتك ليلة الأبْواء، فأصبح رسول الله صلى الله عليه
وسلّمحتى تصبح في المنزل، وأصبح الناس ليس معهم ماء، فأنزل الله عز وجل:
{فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيّباً} (النساء: 43)، وكان ذلك في سبيلك، وما أنزل لهذه
الأمة من الرخصة، وأنزل براءتك من فوق سبع سموات جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس
مسجد من مساجد الله يذكر الله فيه، إلا تتلى فيه آناء الليل وآناء النهار، فقالت:
دعني منك يا ابن عباس، فوالذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً.
4 ـ ذكر حفصة بنت عمر
رضي الله عنها :
قال المصنف رحمه الله: تزوجها رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعد غزوة بدر، ثم إنه طلقها، فقال له جبريل: راجع حفصة، فإنها صوّامة
قوّامة، وإنها زوجتك في الجنة، وفي رواية أراد أن يطلقها، فقال له جبريل ذلك.


5 ـ ذكر
زينب رضي الله عنها :

عن أنس
بن مالك قال: كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلّمتقول: إنَّ
الله أنكحني من السماء، وأطعم عليها يومئذ خبزاً ولحماً. قال: وكان القوم جلوساً في
البيت، فخرج النبي صلى الله عليه وسلّم فلبث هنيهة، فرجع، والقوم جلوس، فشقَّ ذلك
عليه، وعرف في وجهه ذلك، فنزلت آية الحجاب.
6 ـ ذكر
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلّم
عن ثابت قال: حدثني ابن أم سلمة
أن أبا سلمة جاء إلى أم سلمة فقال: لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه
وسلّمحديثاً أحب إليّ من كذا، لا أدري ما عدل به، سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: «لا تصيب أحداً مصيبة فيسترجع عند ذلك، ويقول: اللهم عندك أحتسب مصيبتي
هذه، اللهم أخلفني فيها خيراً منها، إلا أعطاه الله عز وجل».
قالت أم سلمة: فلما
أُصبت بأبي سلمة، قلت: اللهم أخلفني فيها بخير منها، ثم قالت: من خير من أبي سلمة
أَلَيْس أَلَيْس، ثم قالت ذلك، فلما انقضت عدتها أرسل إليها أبو بكر يخطبها فأبت،
ثم أرسل إليها عمر يخطبها فأبت.
ثم أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطبها، فقالت: مرحباً برسول الله، إنّ فيّ خلالاً ثلاثة، أنا امرأة شديدة الغيرة،
وأنا امرأة مصبية، وأنا امرأة ليس لي هاهنا أحد من أوليائي فيزوجني. فغضب عمر لرسول
الله صلى الله عليه وسلم أشد مما غضب لنفسه حين ردَّته، فأتاها عمر رضي الله عنه،
فقال: أنت التي تردّين رسول الله صلى الله عليه وسلم بما تردّينه؟ فقالت: يا ابن
الخطاب بي كذا وكذا.
فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أما ما ذكرت من
غيرتك فإني أدعو الله عز وجل أن يُذهبها عنك، وأما ما ذكرتِ من صبيتك فإنَّ الله عز
وجل سيكفيكهم، وأما ما ذكرت أنه ليس من أوليائك أحد شاهد، فليس من أوليائك أحد
شاهد، ولا غائب يكرهني».
فقالت لابنها: زوِّج رسول الله صلى الله عليه وسلّم
فزوَّجه.


فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلّم «أما إني لم أنقصك مما أعطيت فلانة، قال ثابت: قلت لابن
أم سلمة: ما أعطى فلانة؟ قال: أعطاها جرتين تضع فيهما حاجتها، ورحى ووسادة من أدم
حشوها ليف، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم أقبل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يأتيها، فلما رأته وضعت زينب أصغر ولدها في حجرها.
فلما رآها انصرف،
وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها، فوضعتها في حجرها، وأقبل عمار مسرعاً
بين يدي النبي صلى الله عليه وسلّم فانتزعها من حجرها، وقال: هاتي هذه المشقوحة
التي قد منعت رسول الله صلى الله عليه وسلّمحاجته. فجاء رسول الله صلى الله عليه
وسلّم فلم يرها في حجرها، قال: أين زينب؟ قالت: أخذها عمار، فدخل رسول الله صلى
الله عليه وسلم على أهله. قال: «وكانت في النساء كأنها ليست فيهن، لا تجد ما تجدن
من الغيرة».
7 ـ ذكر صفية زوج النبي صلى الله عليه
وسلّم

عن جابر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بصفية يوم خيبر،
وأتى برجلين: أحدهما زوجها، والآخر أخوها، وقد كان أعطاهما الأمان على أن لا يكتما
شيئاً، فإن كتماه استحلَّ دماءهما، فأما أحدهما فصدّقه ولم يكتمه، وأما كنانة وهو
زوج صفية، فكتمه مسك الجمل، وكان فيه حلي كثير، كان بعيره من غطفان، ويرتهن به
الرهان، فقال: يا كنانة، إنك قد أعطيتني ألا تكتمني شيئاً، قال: أجل، قال: فأين مسك
الجمل؟ قال: ما كتمتك شيئاً، فأتاه جبريل ـــ عليه السلام ـــ فأخبره بمكانه، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلّملأصحابه: اذهبوا فإنه في مكان كذا وكذا، فلما أتى به
أمر بهما، فضربت أعناقهما.


وقال لبلال:
خذ بيد صفية، فأخذ بيدها، فمرّ بها بين القتيلين، فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه
وسلّمحتى رؤي في وجهه، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها، فنزعت
شيئاً كانت عليه جالسة، فألقته لرسول الله صلى الله عليه وسلّم ثم خيَّرها بين أن
يعتقها فترجع إلى من بقي من أهلها، أو تسلم فيتخذها لنفسه، فقالت: أختارُ الله
ورسوله. فلما قالت ذلك، نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أن انصرفوا عن
أمكم، فلما كان عشية زواجه أحقب بعيره، ثم خرجت معه تمشي حتى ثنى لها ركبته صلى
الله عليه وسلم على فخذه، فأجلَّت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضع قدمها على
فخذه، فوضعت ركبتها على فخذه، فركبت، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلّم فألقى عليها
كساء، ثم سارا.
وقال المسلمون حجبها رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى إذا كان
على ستة أميال من خيبر مال يريد أن يعرّس بها، فأبت صفية، فوجد النبي صلى الله عليه
وسلّمعليها في نفسه، فلما كان بالصهباء مال إلى دومة هناك، فطاوعته، فقال لها: ما
حملك على إبائك حين أردتُ المنزل الأول؟ قالت: يا رسول الله، خشيت عليك قرب اليهود.
فأعرس بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصهباء، واغتسل بالقصيبة على رأس ستة
أميال، قال: وبات أبو أيوب ليلة يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلّم يدور حول خباء
رسول الله صلى الله عليه وسلّم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الوطء، قال:
من هذا؟ قال: أنا خالد بن زيد، فرجع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلّموقال له: ما
لك؟ قال: ما نمت هذه الليلة مخافة هذه الجارية عليك. فأمره رسول الله صلى الله عليه
وسلم فرجع».
8 ـ ذكر أم سليم:
عن أنس بن
مالك قال: «خطب أبو طلحة أم سليم فقالت: ما مثلك يرد، ولكن لا يحل لي أن أتزوجك يا
أبا طلحة، وأنت كافر، فإن تسلم فذاك مهري، ولا أسألك غيره، فأسلم، فتزوجها.


قال ثابت:
فما سمعنا بمهر قط كان أكرم من مهر أم سليم، الإسلام.
وعن أنس بن سيرين عن أنس
بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل على أم سليم، فتبسط له النطع،
فيقيل عندها، فتأخذ من عرقه، فتجعله في طيبها».
وعن أنس أن أبا طلحة زوج أم سليم
كان له ابن منها يقال له حفص، غلام قد ترعرع، فأصبح أبو طلحة وهو صايم في بعض شغله،
فأقبلت أم سليم على ذات بيتها، فخرج الغلام يلعب مع الصبيان، فلما جاء الغلام
الغداة اضطجع على فراش مزمل قطيفة، فلما صنعت أم سليم غداء بيتها، جعلت تصرخ
تناديه، فلا يستجيب لها، فلما رأت هذا شأنه، كشفت عن وجهه، فوجدته قد قبض في منامه،
فزمَّلته كهيئته، وأقبلت على ذات بيتها، حتى إذا أمست جاء زوجها أبو طلحة، فقربت له
فطره، فقال: ادعي لي ابني حفصاً يأكل معي، قالت: إنه قد فرغ. فلما فرغ الشيخ من
فطره دنت منه، حتى إذا أصاب ما يصيب الرجل من أهله وفرغ، قالت: يا أبا طلحة، أرأيت
لو أن رجلاً أعارك عارية، فاستمتعت بها زماناً، وقرت بها عينك، ثم بدا له أن
ينتزعها منك، أكنت واجداً عليه في نفسك؟ قال: لا وأبيك إذاً لقد ظلمت.


قالت: فإنَّ
ابنك حفصاً أعاركه الله عز وجل ما شاء، ثم قد بدا له أن ينتزعه، وهو أحق به. قال:
{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رجِعونَ} (البقرة: 156)، ثم قاما فجهّزاه حتى
فرغا منه، فلما أصبحا ذكرا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم بارك
لهما في ليلتهما، فحملت فجاءت بغلام فلما نفست قالت لابنها أنس بن مالك: أي بني،
احمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فليحنِّكه، وليسمّه. قالت: فاحتمله أنس ـــ
رضي الله عنه ـــ إلى النبي صلى الله عليه وسلم في خرقة حتى طلع به إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلّم وهو جالس في المسجد فقال: أنفست أم سليم؟ قال: نعم، وقد أرسلت
به إليك لتحنّكه وتسميه. فسمّاه عبد الله، وأخذ تمرة فمضعها فلاكها في فيه فحنكه
بها، فجعل الصبي يتلمظ حين وجد حلاوة التمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم
«حب الأنصار التمر».
9 ـ ذكر أم حرام بنت
ملحان:
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس ـــ رضي الله عنه ـــ
أنه سمعه يقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان،
فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوماً فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلّمثم
استيقظ، وهو يضحك.
قالت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ناس من أمتي عرضوا عليّ
غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج البحر، ملوكاً على الأسرّة أو مثل الملوك على الأسرة
ـــ يشكّ أيهما قال ـــ قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله ـــ عز وجل ـــ أن
يجعلني منهم. قال: أنتِ من الأولين، فركبتْ أم حرام البحر زمن معاوية، فصرعت عن
دابتها حين خرجت من البحر فهلكت».
10 ـ ذكر أسماء بنت
أبي بكر رضي الله عنها :

أسلمت
قديماً، وهي ذات النطاقين، وكانت تمرِّض المرضى، فتعتق كل مملوك لها، وتوفيت بعد
ابنها عبد الله بن الزبير بليال.


عن هشام عن
أبيه قال: دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل عبد الله بعشر ليال،
وأسماء وجعة، فقال لها عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت: وجعة، قال: إن في الموت راحة.
فقالت: لعلك تشتهي موتي فلذلك تتمنَّاه، فلا تفعل، فوالله ما أشتهي أن أموت حتى
يأتي على أحد طرفيك، إما أن تُقتل فأحتسبك، وإمّا أن تظفر فتقرَّ عيني، فإياك أن
تعرض عليك خطة فلا توافقك، فتقبلها كراهية الموت.
وإنما عني ابن الزبير أن يقتل،
فيحزنها ذلك.
11 ـ ذكر الربيع بنت معوذ بن
عفراء:
عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بن عفراء، قالت: «كنا نغزو
مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم فنخدم القوم، ونسقيهم، ونرد القتلى والجرحى إلى
المدينة».
12 ـ ذكر أم الدحداح:
عن أنس أن
رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنَّ لفلان نخلة، وإنما
قوام حائطي بها، فأمُرْه أن يعطيني حتى أقيم بها حائطي.
فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلّم «أعطها إياه بنخلة في الجنة» فأبى، فأتى أبو الدحداح الرجل فقال: بعني
نخلتك بحائطي. ففعل، فأتى أبو الدحداح النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
الله، إني قد ابتعتُ النخلة بحائطي، فاجعلها له فقد أعطيتكها.
فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلّم «كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة»، قالها
مراراً.
فأتى أبو الدحداح امرأته، فقال: يا أم الدحداح، اخرجي من الحائط، فقد
بعته بنخلة في الجنة. فقالت: ربح البيع ربح البيع، أو كلمة تشبهها.
13 ـ ذكر أم عطية:
عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية
قالت: «غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلّمسَبْعَ غزوات، وكنت أخلُفُهم في الرحال،
وأصنع لهم الطعام، وأقوم على المرضى، وأداوي الجرحى».
14 ـ ذكر أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط:
عن أبي
إسحاق بن شهاب قال: هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في مدة الحديبية، فخرج
أخواها عمارة والوليد حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلّم


قال الحربي:
وحدثنا محمد بن صالح عن محمد بن عمر عن ربيعة بن عثمان وقدامة، قالا: لا نعلم قرشية
خرجت من بين أبويها مسلمة مهاجرة إلا أم كلثوم.
قالت: كنت أخرج إلى بادية لنا
فيها أهلي، ولا ينكرون ذهابي البادية حتى أجمعت المسير، فخرجت يوماً من مكة كأني
أريد البادية، فلما رجع من معي، إذا رجل من خزاعة، قال: أين تريدين؟ قلت: ما
مسألتك، مَنْ أنت؟ قال: رجل من خزاعة، فلما ذكر خزاعة اطمأنت إليه لدخول خزاعة في
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّموعقده، فقلت: إني امرأة من قريش، وإني أريد
اللحوق برسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا علم لي بالطريق. فقال: أنا صاحبك حتى
أوردك المدينة.
ثم جاءني ببعير فركبته، فكان يقود لي البعير، ولا والله ما
يكلمني بكلمة حتى إذا أناخ البعير تنحّى عني، فإذا نزلت، جاء إلى البعير، فقيّده
بالشجرة، وتنحّى إلى فيء شجرة، حتى إذا كان الرواح أخرج البعير فقرَّبه، وولَّى
عني، فإذا ركبتُ، أخذ برأسه، فلم يلتفت وراءه حتى أنْزل، فلم يزل كذلك حتى قدمنا
المدينة، فجزاه الله من صاحب خيراً، فدخلت على أم سليم، وأنا متنقبة فما عرفتني،
حتى انتسبت، وكشفت النقاب، فالتزمتني، وقالت: هاجرت إلى الله ورسوله، قلت: نعم،
وأنا أخاف كما ردّ أبا جندل، وأبا بصير، وحال الرجل ليس كحال النساء، والقوم
مصبِّحي، قد طالت غيبتي عنهم، اليوم خمسة أيام منذ فارقتهم، وهم يتحينون قدر ما كنت
أغيب، ثم يطلبوني، فإن لم يجدوني رحلوا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم
سليم، فأخبرته خبر أم كلثوم، فرحّب وسهّل.


فقلت: إني
قد فررت إليك بديني، فامنعني ولا تردني لهم، يفتنوني ويعذبوني، ولا صبر لي على
العذاب، إنما أنا امرأة، وضعف النساء إلى ما تعرف، وقد رأيتك رددت رجلين حتى امتنع
أحدهما، فقال: إن الله ـــ عز وجل ـــ قد نقض العهد في النساء، وحكم في ذلك بحكم
رضوه كلهم، فكان يردّ من جاء من الرجال، ولا يردّ النساء، فقدم أخواها الوليد
وعمارة من الغد.
فقالا: أوف لنا بشرطنا، وما عاهدتنا عليه. قال: «قد نقض الله
ذلك»، فانصرفا.
قال المصنف ـــ رحمه الله ـــ قلت: وكانت أم كلثوم عاتقاً حينئذ،
فلما هاجرت تزوجت زيد بن حارثة، فقتل عنها، فتزوجها الزبير، فولدت له زينب، ثم
تزوجها عبد الرحمن بن عوف، فولدت له إبراهيم وحميداً، ثم تزوجها عمرو بن العاص
فماتت عنده.
15 ـ ذكر امرأة من
المهاجرات:
عن أنس ـــ رضي الله عنه ـــ قال: «دخلنا على رجل من الأنصار،
وهو مريض مقبل، فلم نبرح حتى مات، فبسطنا عليه ثوبه، وأم له عجوز كبيرة عند رأسه،
فالتفت إليها بعضُنا، فقال: يا هذه احتسبي مصيبتك عند الله، قالت: وما ذاك، مات
ابني؟ قلنا: نعم، قالت: أحق ما تقولون؟ قلنا: نعم، فمدّت يدها إلى الله ـــ عز وجل
ـــ فقالت: اللهم إنك تعلم أني أسلمت، وهاجرت إلى رسولك رجاء أن تعينني عند كل شدة
ورخاء، فلا تحملن عليّ هذه المصيبة اليوم، قال: فكشف الثوب عن وجهه، فما برحنا حتى
طعمنا معه» لفظ ابن المهدي.
16 ـ امرأة أخرى من
المهاجرات:
عن ابن سيرين أن أبا بكر ـــ رضي الله عنه ـــ أتى بمال
فقسَّمه بين الناس، فبعث منه إلى امرأة من المهاجرات، فلما أُتيتْ به قالت: ما هذا؟
قالوا: أبو بكر جاءه مال، فقسَّمه في الناس، فقسم منه في نظرائك، فقالت: أتخافونني
أن أدع الإسلام؟ قالوا: لا، قالت: أفترشونني على ديني؟ قالوا: لا، قالت: لا حاجة لي
فيه.
17 ـ اليمنية:


عن أبي
هريرة ـــ رضي الله عنه ـــ قال: جاءت امرأة من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يشفيني، قال: «إنْ شئت دعوت لك، وإن شئت فاصبري،
ولا حساب عليك»، قالت: بل أصبر، ولا حساب عليَّ ـــ رحمها الله.

ذكر جماعة من الفاضلات بعد الصحابيات بشرف أو علم أو تعبُّد أو
كرم
1 ـ عابدة من أهل المدينة:
عن
عبد الله بن أسلم عن أبيه عن جده قال: بينما أنا مع عمر بن الخطاب ـــ رضي الله عنه
ـــ وهو يعسّ المدينة إذ أعيا، فاتكأ على جانب جدار في جوف الليل، فإذا امرأة تقول
لابنتها: يا ابنتاه، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء.
فقالت: يا أمتاه وما
علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم. قالت: وما كان من عزمته يا بنيّة؟ قالت:
إنه أمر منادياً، فنادى ألا يشاب اللبن بالماء. فقالت لها: يا بنيّة قومي إلى اللبن
فامذقيه بالماء، فإنك في موضع لا يراك عمر.
فقالت الصبية لأمها: ما كنت لأطيعه
في الملأ، وأعصيه في الخلاء. وعمر يسمع ذلك، فقال: يا أسلم علِّم الباب، واعرف
الموضع، ثم مضى في عشيّته، فلما أصبح، قال: يا أسلم، امضِ إلى الموضع فانظر من
القائلة، ومن المقول لها، وهل لهم من بعل.
قال: فأتيت الموضع، فنظرت، فإذا
الجارية أيِّم، وإذا تلك أمها: وإذا ليس لهم رجل، فأتيت عمر فأخبرته، فدعا ولده
فجمعهم، قال: هل فيكم من يحتاج إلى امرأة أزوِّجه؟ ولو كان بأبيكم حركة إلى النساء
ما سبقه منكم أحد إلى هذه الجارية.
فقال عبد الله: لي زوجة، وقال عبد الرحمن:
لي زوجة، وقال عاصم: لا زوجة لي، فزوجني. فبعث إلى الجارية، فزوجها من عاصم، فولدت
لعاصم بنتاً، وولدت البنت عمر بن عبد العزيز.
2 ـ ذكر
زوجة شريح القاضي:


قال الشعبي:
قال لي شريح عليكم بنساء بني تميم، فإنهن النساء. قلت: كيف؟ قال: انصرفت من جنازة
يوماً، فمررت بدور بني تميم، فإذا امرأة جالسة على وسادة، وتجاهها جارية زؤود لها
ذؤابة، فأعجبتني فقلت: من هذه؟ قالت: ابنتي، قلت: فمن؟.
قالت: هذه زينب بنت جدير
إحدى نساء بني تميم.
قلت: أفارغة أم مشغولة؟
قالت: فارغة. قلت: أفتزوجينها؟
قالت: نعم، إن كنت كفوءاً، ولها عمّ، فاقصده. فأرسلتُ إلى مسروق وأبي بردة وغيرهما،
فوافينا عمَّها فقال: ما حاجتك؟ قلت: بنت أخيك زينب بنت جدير. فزوجني، ثم زُفّتْ
إليّ.
فلما خلا البيت قلت لها: إن من السنّة أن تصلي ركعتين، وأسأل الله تعالى
خير ليلتنا. فالتفت، فإذا هي خلفي تصلي.
ثم التفت، فإذا هي على فراشها، فمددت
يدي، فقالت: على رسلك إني امرأة غريبة، ووالله ما سرت سيراً قط أشدّ عليّ منه، وأنت
رجل غريب لا أعرف أخلاقك، فحدثني بما تُحب فآتيه، وما تكره فأنزجر عنه. فقلت: أحب
كذا، وأكره كذا. فقالت: أخبرني عن أختانك، أتحب أن يزوروك؟ قلت: ما أحب أن يملّوني،
فبتُّ بأنعم ليلة.
ثم أقمت عندها ثلاثاً، ثم رجعت إلى مجلس القضاء، فكنت لا أرى
يوماً، إلا وهو أفضل من الذي قبله، حتى إذا كان رأس الحول، دخلت منزلي فإذا عجوز
تأمر وتنهى.
فقلت: يا زينب، من هذه؟ قالت: أمي. قلت: حياك الله بالسلام. قالت:
كيف أنت وزوجتك؟ قلت: على خير. قالت: إنْ رابك ريب فالسوط. قلت: أشهد أنها ابنتك.
فكانت كل حول تأتينا فتقول هذا، ثم تنصرف، فما غضبتُ عليها إلا مرّة، كنت لها فيها
ظالماً، كنت أمام قومي، فسمعت الإقامة، وقد رأيت عقرباً، فعجلت عن قتلها، وكفأت
الإناء عليها، وقلت: لا تحركي الإناء حتى أجيء، فعجلت الإناء فضربتها العقرب، فجئت
وهي تلوي، فلو رأيتني يا شعبي وأنا أفرك إصبعها في الماء والملح، وأقرأ
عليها.
وكان لي جار لا يزال يضرب امرأته فقلت:
رأيتُ رجالاً يضربون
نسَاءَهم
فشلّتْ يميني يومَ أضربُ زينبا


يا شعبي:
وددت أني قاسمتها عيشي.
3 ـ خنساء بنت عمرو
النخعيّة:
لما اجتمع الناس بالقادسية، دعت خنساء بنت عمرو بنيها الأربعة،
فقالت: يا بني، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم، وما بنت بكم الدار، ولا أقحمتكم
السنة، ولا أرداكم الطمع، والله الذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل واحد، كما أنكم
بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا غيَّرت نسبكم، ولا وطأت
حريمكم، ولا أبحت حماكم، فإذا كان غداً، فاغدوا لقتال عدوكم، مستنصرين الله،
مستبصرين.
فغدوا، وقاتلوا، وكانوا إذا جاؤوا بأعطيتهم يصبونها في حجرها، فتقسم
ذلك بينهم حفنة حفنة، فما يغادر واحد من عطائه درهماً.
4 ـ سُكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب:
واسمها
آمنة، وقيل: سكينة لقب عُرفت به، كانت من أهل الجمال والأدب والفصاحة بمنزلة عظيمة،
وكان منزلها يألف الأدباء والشعراء، وتزوجت عبد الله بن الحسن بن علي، فقُتل
بالطائف قبل أن يبني بها، ثم تزوجها مصعب بن الزبير، ومهرها ألف ألف درهم، وحملها
أخوها علي بن الحسين فأعطاه أربعين ألف دينار، فولدت له الرباب، وكانت تلبسها
اللؤلؤ، وتقول ما ألبسها إلا لتفضحه.
5 ـ فاطمة بنت
الحسين بن علي بن أبي طالب:
تزوجها الحسن بن الحسن بن علي، وذلك أنه خطب
إلى عمه الحسين، فقال: يا ابن أخي، قد انتظرت هذا منك، انطلق معي. فخرج معه، حتى
أدخله منزله، ثم أخرج إليه ابنتيه فاطمة وسكينة فقال: اختر، فاختار فاطمة، فزوّجه
إياها، فلما حضرت الحسن الوفاة. قال لفاطمة: إنك امرأة مرغوب فيك، وكأني بعبد الله
بن عمرو بن عثمان، إذا خرج بجنازتي، قد جاء على فرس مرجّلاً جمّته لابساً حلّته،
يسير في جانب الناس، يتعرض لك، فانكحي من شئت سواه، فإني لا أدع من الدنيا ورائي
همَّاً غيرك.


فقالت له:
أنت آمن من ذلك، والجنة بالإيمان من العتق والصدقة، فوافى عبد الله بن عمرو في
الحال الذي وصف، فنظر إلى فاطمة حاسرة تضرب وجهها، فأرسل إليها أن لنا في وجهك حاجة
فارفقي به، فاسترخت يداها، وعرف ذلك منها، فلما حلت، أرسل يخطبها، وقالت: كيف
بيميني؟ قال: لك مكان كل مملوك مملوكان، ومكان كل شيء شيئان، فعوضها من يمينها،
فنكحته، وولدت له محمد الديباج، والقاسم، ورقية.
6 ـ
عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمية:
أمها أم كلثوم بنت أبي
بكر الصديق ـــ رضي الله عنه ـــ كانت فائقة في الحسن، فتزوجها مصعب ابن الزبير،
وأمهرها خمسمائة ألف درهم، وأهدى لها مثل ذلك، ودخل عليها يوماً، وهي نائمة، ومعه
لؤلؤ قيمته عشرون ألفاً، فأيقظها، ونثر اللؤلؤ في حجرها.
فقالت له: نومتي كانت
أحب إليَّ من هذا اللؤلؤ، وحجت، ومعها ستون بغلاً عليها الهوادج والرحائل، وقدمت في
آخر عمرها على هشام بن عبد الملك، فأمر لها بمائة ألف درهم.
7 ـ ذكر أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان أخت
عمر:
كانت من الأجواد الكرماء، وكانت تقول: لكل قوم نهمة في شيء، ونهمتي
في الإعطاء. وكانت تعتق كل جمعة رقبة، وتحمل على فرس في سبيل الله عز وجل، وتقول:
أف للبخل لو كان قميصاً لم ألبسه، ولو كان طريقاً لم أسلكه.
8 ـ الخيزرانة بنت نجيح:
بربرية اشتراها المهدي
وتزوجها، فولدت له الهادي والرشيد، وكانت عليها مائتي ألف ألف وستين ألف ألف درهم،
ولما وُلِّيَ محمد بن سليمان البصرة أهدى إليها مائة وصيفة بيد كل وصيفة جام من ذهب
مملوء مسكاً. فقبلت ذلك منه، وكتبت إليه: عافاك الله إن كان ما وصل إلينا منك ثمن
رأينا فيك، فقد بخستنا القيمة، وإن كان وزن ميلك إلينا فظنّنا بك فوقه. ولما ماتت
شدَّ الرشيد وسطه، وأخذ بقائمة السرير، ومشى حافياً حتى أتى مقابر قريش.
9 ـ زبيدة بنت جعفر بن المنصور:


ولدت في زمن
المنصور، وكان يرقصها ويقول: أنت زبدة، وأنت زبيدة. فغلب عليها هذا الاسم، وتكنى أم
جعفر وأمة العزيز، وليس في بنات هاشم عباسية ولدت خليفة إلا هي، وكانت معروفة
بالخير والأفضال على العلماء والفقراء، ولها آثار كثيرة في طريق مكة والحرمين
الشريفين، وساقت الماء من أميال حتى أوصلته بين الحل والحرم، ووقفت أموالها على
عمارة الحرمين، وحجت، فبلغت نفقتها أربعة وخمسين ألف ألف.
وقالت للمأمون عند
دخوله بغداد: أهنيك بخلافة قد هنأت نفسي بها عنك قبل أن أراك، ولئن كنت قد فقدت
ابناً خليفة لقد عوضت ابناً خليفة لم ألده، وما خسر من اعتاض مثلك ولا ثكلت أم ملأت
يدها منك، وأنا أسأل الله أجراً على ما أخذ، وإمتاعاً بما عوض. فقال المأمون: ما
تلد النساء مثل هذه، وماذا أبقت في هذا الكلام لبلغاء الرجال؟.
10 ـ عُلَيَّة بنت المهدي:
أمها أم ولد، اسمها
مكنونة، اشتُريت للمهدي بمائة ألف درهم، فولدت عليّة، وكانت من أجمل النساء،
وأظرفهن، وأكملهن عقلاً وأدباً ونزاهة وصيانة وظرفاً، وكان في جبهتها سعة تشين،
فاتخذت العصابة المكللة بالجوهر، لتستر بها جبينها، وهي أول من اتخذها.
وكانت
كثيرة الصلاة، ملازمة للمحراب، وقراءة القرآن.
وكانت تتزيَّن وتقول: ما حرم الله
شيئاً إلا وقد جعل فيما أحل عوضاً منه، فبماذا يحتجّ العاصي؟ وكانت تقول: اللهم لا
تغفر لي حراماً أتيته، ولا استفزني لهو إلا ذكرت نسبي من رسول الله صلى الله عليه
وسلّم فقصرت عنه، ولها شعر مليح مثل قولها:
كتَمْتُ اسمَ الحبيبِ عن
العبادِ
وردَّدُت الصَّبابةَ في فؤادي
فَوا شَوقي إلى بلدٍ خليَ
لعلي
باسمِ مَن أهْوَى أُنادي
11 ـ بوران بنت الحسن بن
سهل:


تزوجها
المأمون، ومضى للبناء بها إلى معسكر الحسن، بفم الصلح، فدخل عليها، فنثرت عليها
جدتها ألف درة كانت في صينية من ذهب، وفرش له حصير من ذهب، ونثر عليه الدرّة، فقال
المأمون لمن حوله من بنات الخلفاء: شرفن أبا محمد، فأخذت كل واحدة درة، وأشعل بين
يديه شمعة عنبر وزنها مائة رطل، ونثر على القواد رِقَاع فيها أسماء ضياع، فمن وقعت
بيده رقعة أُشهد له.
يا نفسُ صبراً إنها ميتة
مجرَّعها الكاذب
والصّادقُ
ظن بنات أنَّني خُنْتُه
روحي إذاً، من جسدي، طالقُ
12 ـ بدعة جارية عريب:
مولاة المأمون كانت مغنِّية،
فبذل إسحاق بن أيوب لمولاتها في ثمنها مائة ألف دينار، وللسفير بينهما عشرين ألفاً،
فدعتها، فأخبرتها بالحال، فلم تؤثر البيع، فأعتقتها من وقتها، فلما ماتت خلفت مالاً
كثيراً وضياعاً ما ملكها رجل قط.
13 ـ شجاع أم
المتوكل:
كانت كريمة من مسرورات النساء، حجَّت فشيَّعها المتوكل، فلما
صارت إلى الكوفة، أمرت لكل رجل من العباسيين والطالبيين بألف درهم، ولأبناء
المهاجرين بخمس مائة درهم، ولكل امرأة من الهاشميات بخمس مائة درهم، ولكل امرأة من
المهاجرين بعشرة دنانير، ثم خلفت من العين خمسة آلاف دينار، وخمسين ألف دينار، ومن
الجوهر ما قيمته ألف ألف دينار.
14 ـ شغب، أم
المقتدر:
كان يُرفع لها من ضياعها كل عام ألف ألف دينار، وكانت تتصدق
بأكثر ذلك، وتواظب على مصالح الحاج، وتبعث خزانة الشراب والأطباء معهم، وتأمر
بإصلاح الحياض، فلما قتل ولدها، وولي القاهر، عاقبها، فأخذ منها مائة ألف وثلاثين
ألف دينار.
15 ـ عابدتان مدنيتان:


بلغنا عن
عبد الله ابن أخت مسلم بن سعد أنه قال: أردت الحج فدفع إليّ خالي عشرة آلاف درهم،
وقال لي: إذا قدمت المدينة فانظر إلى أفقر أهل بيت في المدينة، فأعطهم إياها، فلما
دخلت سألت عن أفقر أهل بيت في المدينة، فأعطهم إياها، فلما دخلت سألت عن أفقر أهل
بيت في المدينة، فدُللت على أهل بيت، فطرقت الباب فأجابتني امرأة، من أنت؟ فقلت:
رجل من أهل بغداد، أودعت عشرة آلاف، وأمرت أن أسلِّمها إلى أفقر أهل بيت بالمدينة،
وقد وُصفتم لي، فخذوها، فقالت: يا عبد الله إنَّ صاحبك اشترط أفقر أهل بيت، وهؤلاء
الذين بإزائنا أفقر منَّا.
فتركتهم، وأتيت أولئك فطرقت الباب فأجابتني امرأة،
فقلت لها مثل الذي قلت لتلك المرأة، فقالت: يا عبد الله نحن وجيراننا في الفقر
سواء، فاقسمها بيننا وبينهم.
16 ـ عابدة
مكية:
قال مالك بن دينار: رأيت بمكة امرأة من أحسن الناس عينين، وكنّ
النساء يجئن فينظرن إليها، فأخذت في البكاء.
فقيل لها: تذهب عيناك، فقال: إن كنت
من أهل الجنة، فسيبدلني الله عينين أحسن من هاتين، وإن كنت من أهل النار، فسيصيبني
أشدّ من هذا. فبكت حتى ذهبت إحدى عينيها.
17 ـ عابدة
أخرى:
قال ابن أبي رواد: كانت عندنا امرأة بمكة تُسبِّح كل يوم اثنتي
عشرة ألف تسبيحة فماتت، فلما بلغت القبر اختلست من أيدي الرجال.
18 ـ عابدة أخرى:
قال هشام بن حسّان: خرجنا حجاجاً،
فنزلنا منزلاً، فقرأ رجل منا: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ
جُزْء مَّقْسُومٌ } (الحجر: 44) فسمعت امرأة، فقالت: أعد. فأعاد، فقالت: خلَّفت لي
في البيت سبعة أُعبُد، أشهدكم أنهم أحرار لوجه الله تعالى، لكل باب واحد
منهم.
19 ـ عابدة أخرى:
كانت تأوي إلى
سراب، فقيل لها: كيف ترضين بهذا؟ فقالت: هذا لمن يموت كنز.
20 ـ عابدة أخرى من أهل بغداد:


كانت جوهرة
امرأة أبي عبد الله البرائي جارية لبعض الملوك فعتقت، فخلعت الدنيا، ولزمت أبا عبد
الله البرائي، فتزوج بها، وتعبدت، فرأت في المنام خياماً مضروبة، فقالت: لمن هذه؟
فقيل: للمتهجدين بالقرآن، فكانت بعد ذلك لا تنام، وكانت تقول لزوجها: كاروان برفت؛
أي قد سارت القافلة.
21 ـ امرأة يوسف بن
أسباط:
قرأت على أبي الفضل بن منصور بسنده إلى محمد بن عياش قال: سمعت
يوسف بن أسباط يقول: استأذنتني أهلي أن تزور أباها، فقبضت على كمها بين المغرب
والعشاء، وذهبت بها حتى أديتها إليهم، وقعدت على الباب حتى خرجت فرددتها، فما رجعت
نفسها إليها سنة.
22 ـ أخت بشر الحافي:
قال
عبد الله بن أحمد بن حنبل: دقّ الباب يوماً، فخرجت، فإذا امرأة تستأذن على أبي،
فأذن لها، فقالت: أنا أغز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahamad.yoo7.com
 
أعيانِ النساء المتقدِّمات في الشَّرَف، والفضْلِ، والعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السلام على النساء
»  تَحذير النساء من الخروج
» حرمة اطّلاع النساء على الشباب
»  تَحْريمِ السُّحاق بينَ النساء
» تحذير النساء من مجالس القُصَّاص

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات فرسان الحريه 25 يناير :: المنتدى الاسلامى :: ركن الاسره :: أحكام النساء-
انتقل الى: