ثوابِ المرأة إذا مَات عنها زوجها واشتغلتْ عنِ النكاح بتربية أولادها
عن
عوف بن مالك ـــ رضي الله عنه ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أنا وامرأة
سفعاء الخدين، امرأة آمت من زوجها، فصبرت على ولدها كهاتين في الجنة» رواه
البخاري.
قال المصنف رحمه الله: قلت: ومعنى قوله سفعاء الخدين: أن تركها للأزواج
أعرض بها عن التصنع، فقد صار في خديها كمود.
الباب
السابع بعد المائة في ذكر ردِّ المرأة إلى زوجها في الجنَّة إذا لم تتزوَّجْ
بعده
عن عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«المرأة لآخر أزواجها».
عن سلمى بنت
جابر أن زوجها استشهد، فأتت عبد الله بن مسعود، فقالت: إني امرأة قد استشهد زوجي،
وخطبني الرجال، فأبيت أن أتزوج حتى ألقاه، فترجو لي إذا اجتمعتُ أنا وهو أن أكون من
أزواجه؟ قال: نعم. فقال له رجل عنده: ما رأيناك فعلت هذا منذ قاعدناك، قال: إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أسرع أمتي لحوقاً بي امرأة من
أحمس».
وعن أم الدرداء ـــ رضي الله عنها ـــ أنها قالت: اللهم إن أبا الدرداء
خطبني، فتزوجني في الدنيا، اللهم فأنا أخطبه إليك، فأسألك أن تزوجنيه في الجنة.
فقال لها أبو الدرداء: فإن أردت ذلك، وكنتُ أنا الأول، فلا تتزوجي بعدي. فقالت: لا
والله، لا أتزوج زوجاً في الدنيا حتى أزوج أبا الدرداء إن شاء الله عز وجل في
الجنة.
وعن عروة بن رويم اللخمي قال: لما احتضر موسى صلى الله عليه وسلم قالت له
امرأته: سل الله أن يزوجنيك في الجنة، قال: إن أحببت ذلك، لا تتزوجي بعدي، ولا
تأكلي من رشح جبينك، فكانت تتبرقع بعده للقاط، فإذا رآها الحصادون لم يخالطوها،
فإذا أحسَّت بذلك تركته، وفي رواية أخرى: فإنَّ المرأة لآخر
أزواجها.